الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

كيف تبدأ بكتابة كتابك ؟

 
كتابي الأول: رسائل من سعوديات محافظات ، الطبعة الثانية



لعل أحد أصعب الأمور عند الكتابة هي أختيار نوع وفكرة كتابك وسلاسة الأفكار داخله واللغة المستخدمة لنشر فكرتك. ورغم أني متفائلة أن النشر في دول الخليج أصبح متضخمًا وسهلاً بعد أن كان محدودًا إلا أن النشر مازال يعتبر مبتدأ وضعيف مقارنة بالدول الأجنبية من مشاهداتي فقط(لا أملك أرقام لسوق النشر في العالم العربي).

ورغم أن الكثيرين من المشاهير والمتخصصين يملكون معلومات رائعة وأفكار جيَدة ، إلا أنَ التخوف من النشر بحد ذاته يعيق الكثيرين خصوصًا فكرة المبيعات وعملية النشر، بل إنَ البعض يبرر عدم الكتابةلضيق وقته- والحقيقة أننا نستطيع أن نكتب وننجز ونحن منشغلين أكثر من ونحن متفرغين- وهو الأمر الذي سأخبركم كيف تتجاوزوه لاحقًا لإيجاد وقت اضافي لإنجاز كتابك.

مهما كانت فكرة كتابك ، علمية أو أدبية أو عملية .. فيجب عليك أن تبدأ جديًا بكتابتها في كتاب الكتروني أو مطبوع.
مازالت اتعجب أن الكثير من الطهاة الجيَدين مثلاً، لا يفكرون بكتابة كتاب واضافته للمكتبة العربية ، ورغم أنَ الإعلام الإجتماعي ينشر المعلومات إلا أن الكتاب يحفظها بشكل مقنن ومرتب وجيَد. والأمر بالمثل لدى الاساتذة في الجامعة الذين يملكون بحوث جيَدة للغاية لا يفكرون أيضًا بنشر كتاب خاص بهم خصوصًا الكتب الدراسية الجامعية.

ولذلك مهما يكن تخصصك أو اهتماماتك ، فإني أشد على يدك للتفكير في نشر كتاب خاص وهذه بعض النقاط التي ستساعدك إن شاء الله لبداية الكتاب

ابحث عن فكرة مرتبطة بإهتماماتك

هل أنت معلم؟ 
هل أنت انسان رياضي؟ اذن ابدأ بكتابة كتاب عن التمارين الرياضية المفضلة لك. 
 هل تحب الطهي؟ اختار وصفات وابتكرها وصورها وانشرها في كتاب.
هل تحبين التجميل والأناقة؟ لم لا تساعدين غيرك في بناء ستايل تجميلي او خط أناقة خاصة بهن؟
هل تحب الأدب والخيال وبناء الشخصيات ؟ لما لا تشارك خيالك مع قراء الوطن العربي في رواية او قصة قصيرة.

اسأل نفسك عن اهتماماتك، من المهم للغاية أن تُوجد لنفسك أهتمامات خاصة وأن تبدأ كتابة كتابك بالإعتماد عليها، أن تبدأ بالإنجاز والبحث وكتابة مسودَتك الأولى. معظم الكتب الرائعة التي قرأتها كتبها اصحابها بشغفٍ شديدٍ جعلني أشعر به داخل السطور ولذلك لم استطع التوقف عن قرائتها أو شرائها. مازالت أذكر كتب التغذية البسيطة التي كنتُ أشتريها، وكذلك كتب تنمية الذات وغير ذلك التي ينقل لنا اصحابها قصص حقيقية عنهم. ربما يكون قلمك يحب الخيال فلمَ لا؟ ابدأ قصتك مهما كانت فكرتها ومهما كانت جودة لغتك الكتابية.
الشغف هو الأساس في النشر، لا نشر بدون شغف ومحبة لما تكتب.


-  لا تهتم بالنشر لأنه سيأتي لاحقًا

رغم أهمية التفكير في جودة المضمون، إلا أنَ التفكير في النشر قد يوقفك عن جودة الكتابة. مازالت اتمنى أن اجد يومًا المكتبات العربية تضج بكل انواع الكتب بكل انواعها خصوصًا الكتب الرياضية وكتب الجمال والأناقة وكتب المقررات الدارسية الجامعية والأبحاث، وربما لو كتب كل صاحب مهنة كتابًا واحدًا لتغير سوق الكتب لدينا بالكلية .
النشر امر يجب التفكير به لاحقًا وبعد انجاز الكتاب، الفكرة الأساسية يجب أن تركز عليها بدون اي تركيز على أي اشياء أخرى مثل جودة اللغة أو جودة المراجع، تركيزك الأساسي على الكتاب هو الذي سينجزه ثم يمكنك التفكير بعد ذلك في عمل مسودَة جديدة أقوى وأفضل قبل عرضها على الناشر.


-خصص وقت يومي ومكان متجدد

لا يمكنك انجاز كتاب إذا لم تجعل يدك اعتادت السلاسة الكتابية، إن الكتابة شيء متسلسل ومرتبط بشكل كبير بالسلاسة الفكرية ولذلك تجد أغلب الكتَاب يحرصون على الكتابة- اي كتابة- يوميًا من أجل أن يحافظوا على المستوى الكتابي والجودة.

اجعل لنفسك روتين كتابي خاص بك، اثناء كتابتي لكتاب حكايات سعودي في نيويورك كنت مازالت طالبة ماجستير اعمل على مشروعي الخاص واكتب في احدى الصحف المحلية ، ولذلك كنت اقضي معظم وقتي في المواصلات العامة بالكتابة في فكرة كتابي لمدة ساعة يوميًا. الكتابة على الهاتف الجوال ممتازة إن كنت تقضي وقت طويل في المواصلات يوميًا او في رياضة المشي على سبيل المثال.
تنقَل بإستمرار إلى أماكن مختلفة –غير المنزل – من أجل ان تجدد المحيط حولك للكتابة.

-اكتب الفكرة التي تأتي لك لحظتها وحالاً

مهما كان المكان، قد تكون في وسط اصدقائك وتأتي لك فكرة جيَدة لا بأس بها ، هنا يجب عليك أن تكتبها ولو على هيئة رسالة في هاتفك. الأفكار الجيَدة تأتي فجأة وبدون اي اشعارات أخرى ، الأفكار الجيدَة تذهب أيضًا.

 -   اكتب بدون توقف او خوف

حينما كنتُ أعمل على كتابي الأول، رسائل من سعوديات محافظات.. بدأت به بدون هدف حقيقي للنشر ومن ثم كنت اكتب لمدة عام كامل تقريبًا بلا توقف إلى أن أوجد الكتاب نفسه ، بل اني حينما بدأت بالتفكير في النشر وراسلت دور نشر كثيرة وتوقفت عن الفكرة لبرهة، أتت صديقة الكترونية لتنصحني بالدار التي نشرت لديها. إن النشر ونهاية الكتاب والقولبة الخاصة بها تأتي بشكل مُكمل بلا شعور. 
:)

عليك فقط أن تبدأ بالنية الحقيقية لنشر كتاب وأن تلتزم بها، ومن ثم ستجد أن الطريق إلى الكتابة سهل جدًا.



الاثنين، 16 أكتوبر 2017

الكتابة الأكاديمية: لماذا لم تستطيع الحصول على درجة ممتاز؟





 حينما كنت اعمل كأستاذة جامعية، كنت أقوم بتوجيه طالباتي شفويًا للحصول على تكليف مقبول علميًا ولم أكن اخطط لكتابة هذا الموضوع حتى لا يتم تصنيفه من طالباتي ، إلا أني وجدت بداية هذه المدونة فرصة جيَدة كي اضع وجهة نظري من خبرتي الدراسية كطالبة لكتابة بعض الأفكار المساعدة للحصول على درجة عالية وانجاز تكليف أكاديمي مميز ومقبول ، علمًا أنك لن تجد في هذه التدوينة اقتباسات او نصائح  لغوية للكتابة، فإن كنت تحتاج إلى ذلك يجب أن تعود إلى كتب مساعدة في الكتابة.

مشكلة التكاليف الجامعية عمومًا- والحديث هنا عن التكاليف الجامعية الخاصة بالبكالوريوس وليس الدراسات العليا- أنها لا تسير على وفق خط معين ، وأن لكل استاذ كامل الحرية في فرض تكاليف متنوعة وغريبة سواء في الجامعات العربية أو الجامعات التي تعتمد الخط الأمريكي أو الأجنبي في الدراسة ، وحتى بعد أن استخدمت معظم الجامعات نظام البلاك بورد ، مازال العديد من الطلبة يقعون في حيرة حينما يتم فرض التكليف الدراسي عليهم.

والكتابة الأكاديمية نفسها مهما التزمت فيها بالقواعد فهذا لا يعني حصولك على الدرجة المطلوبة.


هذه النقاط الأساسية التي لو ركزت عليها وانجزتها فهي سترفع درجتك أن شاء الله بشكل كبير:

 -        أفهم التكليف الدراسي واقرأ عنه جيداً

اكبر كارثة يمكن أن يفعلها الطالب أن لا يقرا التكليف الدراسي أو ماهيته ، والأمر يزداد تعقيدًا حينما يقول البرفيسور او الأستاذ التكليف بصيغة شفوية بدلًا عن المطبوعة كمثال " التكليف عبارة عن بحث في الإعلام" . وهذه المشكلة واجهتها شخصيًا حينما كنت طالبة ماجستير، ولذلك كنت اعتمد على مراسلة الأستاذ لكي يقوم بإرسال تفاصيل أكثر عن البحث الدراسي وأقصد بالطبع تفاصيل مكتوبة.

قراءة التكليف الدراسي جيدًا يعفيك من القيام بتكليف دراسي مختلف أو غير مطلوب، ومن ثم يعطيك فرصة لإضافة اسئلة جانبية لفهم محتوى التكليف الدراسي. إن كان التكليف الدراسي منشور عبر البلاك بورد فيجب عليك حينها نسخة والاحتفاظ به حتى تستطيع فهمه جيدًا، ولا مانع من الاستفسار من الاستاذ لاحقًا عبر البريد الإلكتروني أو في المحاضرة الدراسية.

لو سألت معظم الأساتذة سيخبرونك أن عدد كبير من الطلاب ينجزون تكليف مختلف عن المطلوب ، وأن هذه مشكلة شائعة في الأوساط الأكاديمية خصوصًا من طلاب السنة التحضيرية أو الأولى.
فلنفترض أن التكليف الدراسي كان كالتالي ،
" انجز ورقة عمل عن سلبيات وايجابيات مواقع التواصل إلاجتماعي مُستخدماً مراجع اكاديمية حديثة وتوثيق المراجع على أن لا يتجاوز التكليف عشرة أوراق"
عليك حينها أن تقوم بتقسيم الجملة هذه إلى عدد من الأسئلة المُساعدة لك لأنجاز ورقة العمل :

1- " انجز ورقة عمل : مالمقصود بورقة عمل؟ هل هنالك صيغة معينة معتمدة لدى الأستاذ يُفضلها عن الأخرى ؟ بحث وصفي أم مقال اكاديمي؟ أم مجرد افكار متسلسلة؟
2- سلبيات وايجابيات مواقع التواصل إلاجتماعي : يجب عليك هنا تعريف مواقع التواصل الإجتماعي، هل سناب شات مثلاً يندرج تحتها؟ مالمفهوم الاكاديمي المعتمد لدى الأستاذ أم ان الأمر متروك لك؟ في العادة من الأفضل محاولة البحث شخصيًا عن مفاهيم هذا الموضوع والقراءة عنه حتى قبل التفكير في انجاز أو كتابة سطر واحدة .
3- مُستخدماً مراجع اكاديمية حديثة وتوثيق المراجع : ما أنواع المراجع الأكاديمية المطلوبة والمعتمدة؟ هل هي مقالات منشورة في مجلات علمية عالمية؟ هل هي كتب الكترونية؟ ماذا عن المواقع والمدونات؟ مانوع توثيق المراجع ؟ لا بأس في أن تسأل البرفيسور نفسه كي يشرح لك بنماذج مفهومة ومعروفة.
4- يتجاوز التكليف عشرة أوراق : مانوع حجم الورق؟ مانوع الخط وحجمه؟ هنالك اساتذة معينين يعتمدون طريقة معينة في الكتابة والمراسلة حتى. كن مباشر ، اياك والتلاعب في عدد الحروف أو غيره لأن ذلك يجعلك في النهاية تخسر بعض من درجاتك.

 -       افهم طريقة البرفيسور

مايتميز به الطالب الذي يتخرج بمراتب شرف عادة عن الطالب الجيد والمقبول هو اعتماد واحترام اختلاف طريقة كل برفيسور، في الجامعة ليس هنالك مناهج موحدة، وكل استاذ جامعي يتبع مدرسة فكرية معينة مختلفة تماماً عن الاستاذ الآخر. هنالك اساتذة متحررين في وجهات نظرهم ويحبون التنوع والأبداع الفكري في التكاليف الدراسية ، وآخرين يريدون تنفيذ كل ماكتب حرفيًا.
ولا أحد من الاثنين مخطأ بل هي حرية الأستاذ في وضع طريقة تكاليفه الدراسية ومناهجه وأنت كطالب ستتعلم التنوع بشدة من الأختلاف.
و دورك كطالب جامعي ان تحاول تفهم نهج البرفيسور او الاستاذ مهما كان معقدًا أو صعبًا، يمكنك دومًا المناقشة في اهمية التكاليف لكن تذكَر أن لكل برفيسور طريقته في فرض التكاليف الدراسية.بل أن نفس البرفيسور أو الاستاذ قد تختلف درجة تفكيره في مادة عن مادة أخرى، ومدى تشدده في التكاليف الدراسية عن مدى تساهله فيها وفي طريقتها.
هنالك استاذة يهتمون بموعد تسليم التكليف، وآخرين يهتمون بالشكل وآخرين يهتمون بالمضمون ... افهم استاذك.

-   نوعية التكليف واللغة

سواء كنت تدرس في امريكا أو في جامعة عربية، فإن درجة جودة اللغة مهمة لدى كثيرين من الأشخاص خصوصًا في الجامعات العريقة (ولست من هذه المدرسة في التفكير بالمناسبة كما قلت سابقًا فإن المضمون أهم من الهمزة أو من الفاصلة). إن وجب فعليك القراءة عن كيفية اعداد البحوث العميقة بأنواعها، اعداد المقالات واوراق العمل والتكاليف الحرة وهنالك كتب كثيرة متخصصة في تعليم ذلك.  

-القراءة والبحث

قبل أن تنجز بحثك او ورقة العمل  يجب عليك أن تقرأ عنه ، والذي اقصده هو :
1- أن تقرأ ابحاث أو كتب عن نفس الموضوع بشكل عشوائي.
2- أن تبحث عن أفكار مميزة أو غريبة في موضوع التكليف. فلنفترض أنك تكتب عن نظرية علمية ، ولكل نظرية فرضيات معينة بل وحتى وجهات نظر اكاديمية فيها وامثلة تطبيقية عليها، دوَن ملاحظاتك عن أي وجهة نظر نادرة أو غير مكررة لأنها هي التي ستكون مُهمة لاحقًا لعدم تكرارها. 
3- أن تقرأ ابحاث سابقة او تكاليف سابقة انجزها طلبة اخرين في نفس الموضوع، وعادة تجدها موجودة لدى الأستاذ نفسه.
4- أن تكتب مسودة فقرة أو فقرتين عن خطة انجازك لهذا التكليف الدراسي وان لزم  أنَ تقوم بعمل مقترح للتكليف الدراسي وتراسل به استاذ المادة وتُدرج فيه افكارك ومراجعك أيضًا.
5- احتفظ بما أنجزته لنفسك إن لم يكن العمل في  مجموعة ( وهذا يحميك من سرقة فكرتك من بقية الطلبة)
6- ابحث عن أفضل الكتب والمراجع للأفكار وليس الموجود فقط.

-الجانب الإبداعي والمميز

هنالك جانب ابداعي ينقلك في العادة من خانة جيد جدًا إلى خانة الامتياز وهو يختلف من استاذ لآخر ، هنالك اساتذة يهتمون بتنسيق الورق ونظافة الكتابة ، في الوقت الذي يهتم اخرين كثيرًا بجانب الإبداع والتميز.
إن كنت مبدع ولديك أفكار مميزة لمشروعك أو بحثك، فلا تتردد بالإقتراح والبحث مهما كان الموضوع يبدو صعبًا. حتى في الأبحاث ، يمكنك أختيار موضوع أو جانب مميز من الموضوع وطرحه بطريقة مختلفة عن المعتاد.
حاول عصف ذهنك بثلاثة افكار ابداعية ، لا تستسلم لأول فكرة تأتي لذهنك أو ثاني فكرة ..

 -  انجز التكليف أكثر من مرة

لا بأس أن تقوم بإعادة التكليف أكثر من مرة بغرض الحصول على درجة أفضل  ، المهم أن لا تكرر الأخطاء نفسها. الفكرة من اعادة التكاليف الدراسية أن تعطي لنفسك فرصة لدرجة تعليمية أعلى ، وكذلك أن تتدرب على انجاز مهام معينة واثبات رغبتك في التعلم لاستاذ المادة.

- تعلم من اصدقائك في الفصل الدراسي

هنالك طلبة متفوقون بالفطرة ويملكون مهارات دراسية عالية واخرون يتعلمون المهارات الدراسية ، ولذلك لا بأس أن تسأل الطلبة الذين انجزوا تكاليفهم بامتياز عن طريقتهم في التدوين أو في فهم المادة.  


وقبل أن تنتهي التدوينة ، لا تقسوا على نفسك كطالب أو طالبة أبدًا. كلنا نخطأ في الكتابة بعض الشيء من وقت لآخر، وربما نفقد حس الإبداع أو حتى ينتقدنا الكثيرون. كلنا لدينا هذا الشيء والمهم هو تكرار المحاولة مهما كانت النتائج.

:) 

السبت، 30 سبتمبر 2017

البطل المضاد: انا قوي حتى لو كنت ضعيف



العنوان كما قرأته تماماً ، قد يكون البطل أو الشخصية التي بنيتها والتي ستنقذ العالم هي الشخصية العادية ، قوية بضعفها وعظيمة بكل مافيها من عيوب.

لم أكن مع فكرة البطل المضاد كثيرًا حتى علمت أن شخصية البطل المضاد هي شخصية القرن الجديد Antihero. 
لم يعد الجمهور أو القراء يبحثون بين الكتب أو الأفلام أو الروايات عن الشخصية البطولية الكاملة التي ستنقذ العالم، كشخصية سوبرمان أو بات مان وغيرها. إنَ شخصية البطل المضاد تمتلك في العادة مقوَمات أو مواصفات عادية أقل بكثير من المواصفات البطولية المطلوبة.
هي لا تملك أي دوافع أو صفات تجعلها بطل أو بطلة سوى أن الأحداث أو الأقدار فرضت عليها ذلك. 
ولذلك على مايبدو فإن وقوع معظم السيناريست الأجانب في فخ العظمة ، أو هالة العظمة والقوة هو الذي جعلنا نحن المشاهدين في الأعوام الأخيرة نهرب من مشاهدة الأفلام للأبطال الأقوياء العظماء.

مازالت أذكر شخصية د.رفعت أسماعيل، أول شخصية بطل مضاد قرأت عنه حينما كنت في الرابعة عشر من عمري تقريبًا، في سلسلة ماوراء الطبيعة لكاتبها العظيم د. أحمد خالد توفيق،  وكما توثَق ويكيبديا عن  رفعت اسماعيل، 



الصورة من غلاف أحد الكتب، المصدر https://i.myegy.to/images/def5d1149840.original.jpeg

"هي الشخصية الرئيسية في سلسلة ماوراء الطبيعة للكاتب المصري أحمد خالد توفيق  أعزب في السبعينات من عمره يروي ذكرياته عن سلسلة من الأحداث الخارقة للطبيعة التي تعرض لها في حياته، أو يروي تجارب أخرى عُرضت عليه بسبب الشهرة التي حققها في مجال الخوارق بعد نشر أخبار عن مغامراته في مجلات أمريكية، وحلوله ضيفاً دائماً على برنامج إذاعي مصري يحمل اسم بعد منتصف الليل".


كانت شخصية رفعت أسماعيل تدفعني  لطرح سؤال مُلح على ذهني: لماذا ينجح وينجو كل مرة في كل أسطورة رغم أنه رجل عجوز ذكي فقط؟ بل كيف يمكنه أن ينقذ العالم أحياناً بهذه المواصفات؟ 
وهذا هو مايفعله في الحقيقة البطل المضاد ، إنَه يدفع المشاهدين أو القراء إلى طرح علامات الإستفهام عن كيفية كونه بطل بالرغم أنه ليس ببطل حقيقي ، ولذلك من المهم أنَ يتعلم الكاتب كيف يبني شخصية بطل مضاد مهما كانت الصعوبات الكتابية التي تواجهه مثل قلة الأفكار أو استهلاكها وهي مشكلة الكتَاب جميعهم في العصر الحديث. 


ضمنيًا، فإن الناس تميل إلى البطل المضاد أكثر من البطل العادي لأنه يشبههم فهو مثلهم رجل عادي إلى أن يحدث حدثٍ ما يكشف عن قوته. وهذا هو أبسط تعريف أعتقد أنه يفسر ماهو البطل المضاد أو كيف نبني شخصية بطل مضاد. 



سياق القصة 

يندرج البطل المضاد دائمًا بصفاته حسب نوع القصة أو السيناريو ، فمثلاً في الدراما الرومنسية سيكون البطل المضاد شخصية لعوبة أو غير رومنسية ، شخصية لا تبحث عن الحب أو الاستقرار الأسري.
في حين سيكون البطل المضاد في دراما اكشن أو تسلسل قصصي عن انقاذ العالم من الاشرار شخصية هزيلة البنية الجسدية ، تريد البحث عن عمل والحياة الهادئة. 
وبالمثل في انواع القصص الأخرى ، فهو دائمًا شخصية لا تنطبق عليها المواصفات المثالية أو المناسبة للبطولة .



الخطوات الأولى لبناء البطل المضاد 


عليك أولاً ككاتب أن تدرك أن الاسئلة وحدها هي التي تستطيع أن تنقذ شخصيتك، مهما كانت الشخصية عادية..
إكتب كل الاسئلة الممكنة التي يمكنك كتابتها ، أو حتى التفكير في كتابتها قبل أن تقرر بناء شخصيتك 
هذه الأسئلة من نوع :
هل شخصيتي ذكر أم أنثى؟ 
هل شخصيتي لطيفة أم عدوانية؟
ذكية أم غبية؟ متعلَمة أم جاهلة؟
ناضجة أم عجوز أم شابة أم مراهقة؟ 
أين ستسكن شخصيتي؟ 
هل هي غنية أم فقيرة؟ 
جميلة أم عادية أم قبيحة؟ 
هل هي عاملة أم طالبة أم تبحث عن عمل أم غنية؟

كلما زادت الأسئلة كلما سهل التفكير في البطل أو البطلة المضادة، وبحسب طريقتك في الكتابة ستسطيع تدريجيًا بناء الشخصية بدون أي عناء. 
إن اختيار مكان سكن البطل المضاد على سبيل المثال يجب أن يتم بعناية، لا يجب أن يكون مكانه مكانًا مميزاً أو عظيماً. معظم الشخصيات التي من نوع البطل المضاد في الأفلام الأجنبية تسكن في مدن صغيرة أو عادية، في منازل صغيرة وحياة بسيطة. 
فكَر في شخصيتك كرجل عادي انسحب إلى أعمال بطولية بلا أنَ يتم سؤاله أن كان يرغب في هذا أم لا. 
إنَ كان مطلوب منه أن يقاتل الأشرار فهو الشخص الوحيد الذي لن يملك قوة جسدية أو أسلحة خارقة.
الأمر الوحيد الذي يتمتع به البطل المضاد هو الحظ الجيَد إلى نسبةٍ كبيرة ، فهو في كل مرة سينجو أو يجد حيلة يتغلب بها على المصاعب والمتاهات الطويلة. 



هنالك بعض الكتَاب يريدون أيضًا أن يجعلونه ذا حظ سيء إلى حدٍ ما، وبالتالي فإن حظه السيء سيجعل الأمور تزداد سوء والحبكة الدرامية أو عُقدة القصة تزيد كل مرة.

إنَه خيار الكاتب وسياق القصة الذي سيجعل البطل المضاد ذا حظ جيد أم سيء على مايبدو.