السبت، 30 سبتمبر 2017

البطل المضاد: انا قوي حتى لو كنت ضعيف



العنوان كما قرأته تماماً ، قد يكون البطل أو الشخصية التي بنيتها والتي ستنقذ العالم هي الشخصية العادية ، قوية بضعفها وعظيمة بكل مافيها من عيوب.

لم أكن مع فكرة البطل المضاد كثيرًا حتى علمت أن شخصية البطل المضاد هي شخصية القرن الجديد Antihero. 
لم يعد الجمهور أو القراء يبحثون بين الكتب أو الأفلام أو الروايات عن الشخصية البطولية الكاملة التي ستنقذ العالم، كشخصية سوبرمان أو بات مان وغيرها. إنَ شخصية البطل المضاد تمتلك في العادة مقوَمات أو مواصفات عادية أقل بكثير من المواصفات البطولية المطلوبة.
هي لا تملك أي دوافع أو صفات تجعلها بطل أو بطلة سوى أن الأحداث أو الأقدار فرضت عليها ذلك. 
ولذلك على مايبدو فإن وقوع معظم السيناريست الأجانب في فخ العظمة ، أو هالة العظمة والقوة هو الذي جعلنا نحن المشاهدين في الأعوام الأخيرة نهرب من مشاهدة الأفلام للأبطال الأقوياء العظماء.

مازالت أذكر شخصية د.رفعت أسماعيل، أول شخصية بطل مضاد قرأت عنه حينما كنت في الرابعة عشر من عمري تقريبًا، في سلسلة ماوراء الطبيعة لكاتبها العظيم د. أحمد خالد توفيق،  وكما توثَق ويكيبديا عن  رفعت اسماعيل، 



الصورة من غلاف أحد الكتب، المصدر https://i.myegy.to/images/def5d1149840.original.jpeg

"هي الشخصية الرئيسية في سلسلة ماوراء الطبيعة للكاتب المصري أحمد خالد توفيق  أعزب في السبعينات من عمره يروي ذكرياته عن سلسلة من الأحداث الخارقة للطبيعة التي تعرض لها في حياته، أو يروي تجارب أخرى عُرضت عليه بسبب الشهرة التي حققها في مجال الخوارق بعد نشر أخبار عن مغامراته في مجلات أمريكية، وحلوله ضيفاً دائماً على برنامج إذاعي مصري يحمل اسم بعد منتصف الليل".


كانت شخصية رفعت أسماعيل تدفعني  لطرح سؤال مُلح على ذهني: لماذا ينجح وينجو كل مرة في كل أسطورة رغم أنه رجل عجوز ذكي فقط؟ بل كيف يمكنه أن ينقذ العالم أحياناً بهذه المواصفات؟ 
وهذا هو مايفعله في الحقيقة البطل المضاد ، إنَه يدفع المشاهدين أو القراء إلى طرح علامات الإستفهام عن كيفية كونه بطل بالرغم أنه ليس ببطل حقيقي ، ولذلك من المهم أنَ يتعلم الكاتب كيف يبني شخصية بطل مضاد مهما كانت الصعوبات الكتابية التي تواجهه مثل قلة الأفكار أو استهلاكها وهي مشكلة الكتَاب جميعهم في العصر الحديث. 


ضمنيًا، فإن الناس تميل إلى البطل المضاد أكثر من البطل العادي لأنه يشبههم فهو مثلهم رجل عادي إلى أن يحدث حدثٍ ما يكشف عن قوته. وهذا هو أبسط تعريف أعتقد أنه يفسر ماهو البطل المضاد أو كيف نبني شخصية بطل مضاد. 



سياق القصة 

يندرج البطل المضاد دائمًا بصفاته حسب نوع القصة أو السيناريو ، فمثلاً في الدراما الرومنسية سيكون البطل المضاد شخصية لعوبة أو غير رومنسية ، شخصية لا تبحث عن الحب أو الاستقرار الأسري.
في حين سيكون البطل المضاد في دراما اكشن أو تسلسل قصصي عن انقاذ العالم من الاشرار شخصية هزيلة البنية الجسدية ، تريد البحث عن عمل والحياة الهادئة. 
وبالمثل في انواع القصص الأخرى ، فهو دائمًا شخصية لا تنطبق عليها المواصفات المثالية أو المناسبة للبطولة .



الخطوات الأولى لبناء البطل المضاد 


عليك أولاً ككاتب أن تدرك أن الاسئلة وحدها هي التي تستطيع أن تنقذ شخصيتك، مهما كانت الشخصية عادية..
إكتب كل الاسئلة الممكنة التي يمكنك كتابتها ، أو حتى التفكير في كتابتها قبل أن تقرر بناء شخصيتك 
هذه الأسئلة من نوع :
هل شخصيتي ذكر أم أنثى؟ 
هل شخصيتي لطيفة أم عدوانية؟
ذكية أم غبية؟ متعلَمة أم جاهلة؟
ناضجة أم عجوز أم شابة أم مراهقة؟ 
أين ستسكن شخصيتي؟ 
هل هي غنية أم فقيرة؟ 
جميلة أم عادية أم قبيحة؟ 
هل هي عاملة أم طالبة أم تبحث عن عمل أم غنية؟

كلما زادت الأسئلة كلما سهل التفكير في البطل أو البطلة المضادة، وبحسب طريقتك في الكتابة ستسطيع تدريجيًا بناء الشخصية بدون أي عناء. 
إن اختيار مكان سكن البطل المضاد على سبيل المثال يجب أن يتم بعناية، لا يجب أن يكون مكانه مكانًا مميزاً أو عظيماً. معظم الشخصيات التي من نوع البطل المضاد في الأفلام الأجنبية تسكن في مدن صغيرة أو عادية، في منازل صغيرة وحياة بسيطة. 
فكَر في شخصيتك كرجل عادي انسحب إلى أعمال بطولية بلا أنَ يتم سؤاله أن كان يرغب في هذا أم لا. 
إنَ كان مطلوب منه أن يقاتل الأشرار فهو الشخص الوحيد الذي لن يملك قوة جسدية أو أسلحة خارقة.
الأمر الوحيد الذي يتمتع به البطل المضاد هو الحظ الجيَد إلى نسبةٍ كبيرة ، فهو في كل مرة سينجو أو يجد حيلة يتغلب بها على المصاعب والمتاهات الطويلة. 



هنالك بعض الكتَاب يريدون أيضًا أن يجعلونه ذا حظ سيء إلى حدٍ ما، وبالتالي فإن حظه السيء سيجعل الأمور تزداد سوء والحبكة الدرامية أو عُقدة القصة تزيد كل مرة.

إنَه خيار الكاتب وسياق القصة الذي سيجعل البطل المضاد ذا حظ جيد أم سيء على مايبدو.